صباح عبيد يطلق النار على هيفاء وهبي وحسين فهمي!
كلنا يعرف الفنان صباح عبيد- نقيب الفنانين السوريين، وذلك عبر الأدوار القيمة التي يقدمها من خلال المسلسلات الدرامية السورية والتي تبقى في الذاكرة على مدار سنوات، ولا سيما دور "الباشق" الذي أداه في مسلسل "الجوارح" قبل عدة سنوات.. وصباح لا يزال يحلق في عالم الفن مثل الباشق، ومنذ توليه المنصب وهو يقوم بالتغييرات والتعديلات والإعلان "الجارح" أحيانا عن آرائه تجاه الفن الحديث وخاصة ما يتعلق بالفنانات.. مؤخرا برز اسم صباح عبيد محدثا ضجة في العالم العربي، بعد أن أعلن عن "القائمة السوداء" التي تضمنت عددا من الفنانات العرب اللواتي منعن من إحياء الحفلات في سوريا بسبب طلاتهن وملابسهن ومضامين أغنياتهن المصورة.. ولعل أبرزهن كانت ابنة سوريا أصالة التي فوجئ الجميع بزج اسمها في قرار المنع، واللبنانية هيفاء وهبي التي وصلت التوترات بينها وبين عبيد حد التهديد- على حد قوله. في هذا اللقاء يتحدث صباح عبيد مطولا عن قرار المنع وعن القائمة التي يحويها وفاجأ بإعلانه عن إضافة أسماء أخرى وصل عددها الـ 100!!
منذ أن استلمت نقابة الفنانين في سورية بدأت بإصدار قرارات غريبة لم يعهدها الوسط الفني السوري، فما سبب هذه القرارات؟
صباح عبيد- نقيب الفنانين السوريين
هذه القرارات ليست وليدة الصدفة. فكل فنان لا يلتزم بدفع ما عليه من مستحقات ضريبية تجاه النقابة علينا محاسبته. وقمنا بجمع الأسماء وحصرها وكلفنا الجميع بدفع ما عليهم. نحن لم نفصل أحداً من نقابة الفنانين في سورية، بل أرسلنا تحذيرات من أجل أن ينظم كل شخص أوراقه ليصبح عمله بشكل قانوني ولأجل أن لا يعترضه أحد، لقد أردنا من الجميع الالتزام بقوانين النقابة.
ونحن في سورية لدينا نقابة "عجوز" تحتاج للكثير من الأموال، وعلينا تأمينها لنستطيع القيام بواجبنا تجاه من يعملون معنا، ومن لا قدرة له على دفع المستحقات فلا يجب أن يكون في هذه النقابة وعليه أن ينسحب منها. الحقيقة، إن مساعينا لقيت تجاوباً لافتاً، وتفاعل الجميع معنا والتزموا بقوانين النقابة.
فيما يتعلّق بالفنانين غير المنتسبين إلى النقابة والذين يعملون في الدراما السورية، كيف تعاملتم معهم؟
هناك قوانين ضمن النقابة تسمح بإعطاء تصاريح عمل مؤقتة لهؤلاء ريثما يصلحون أمورهم ويصبحون رسميين في النقابة، أنا لا أحارب المواهب. على العكس، فأنا أعطي الموهوب الفرصة ليثبت وجوده، وعندما ينجح نكافئه وعندما يفشل نقول له: "إذهب مع السلامة".
القائمة السوداء بالـ100 فنان!
في الصيف الحالي، قمت بمنع هيفاء وهبي واليسا وروبي من الغناء في سورية، فما هي دواعي وحقيقة هذا المنع؟
هؤلاء يسئن الى مجتمعاتهن وحياتهن ووسطهن الفني
ما جرى أحدث ضجة إعلامية وضخّم الأمر أكثر من اللازم وحُمّل ما لم يحتمل وحوّله البعض إلى موضوع سياسي، وهو ليس كذلك. والحقيقة، أن هؤلاء أبعد الناس عن السياسة، ولا يفقهن فيها شيئاً. وهنّ يسئن الى مجتمعاتهن وحياتهن ووسطهن الفني الذي تطفّلن عليه. قيل عني إني واجهة لجهات معينة أنفّذ قراراتها. وهذا غير صحيح. أنا أنفذ قرارات الفن الراقي والأصيل الذي يحترم الناس ويقدّرهم. أحب أن أضيف معلومة جديدة أن القائمة لن تقتصر فقط على هؤلاء، بل هي تشمل حوالي مئة فنان عربي سيمنعون من الغناء في سورية وعلى رأسهم: جاد شويري، دانا الحلبي، دومينيك حوراني وغيرهم. كل من لا يمتلك الصوت الجميل ويعتمد على الملابس المكشوفة في فنه لن أسمح له بالغناء، وسأقوم بمحاربته لنصل إلى مرحلة الفن الراقي الذي يحترم الذوق العام. إن قرار المنع الذي صدر بحق هؤلاء هو بداية ستتبعها قرارات كثيرة ستصل إلى الصحافة بشكل متتابع. وقد شكّلت لجنة لمناقشة قضايا تخصّ منع فنانين آخرين ولجنة أخرى ستجول في كل سورية بحثاً عن الأصوات الجميلة لسبر غورها وتبنيها فنياً. أنا أعتقد بأن الأغنية السورية الأصيلة قد اندثرت وعلينا إعادة إحيائها من جديد.
هل فعلاً تمّ منع هؤلاء الفنانات من دخول سورية أصلاً؟
أبداً، ليس لي الحق بمنع أي أحد من دخول سورية، المنع هو من الغناء في المرابع الفنية والمهرجانات فقط وضمن اختصاص عملنا، أما إذا دُعين من قبل جهات أخرى كوزارة الإعلام السورية أو وزارة الثقافة للغناء في الأماكن التابعة لهما فلن أستطيع منعهن ولكننا سنأخذ منهن الضريبة التي نراها مناسبة، وهذا حقنا. يمكن لهيفاء أن تأتي للغناء إذا دُعيت من قبل هذه الجهات، ولكنها ستدفع الضريبة المالية التي نفرضها عليها. وأنا أدعو كل فنان يأتي إلى سورية أن يحترم القوانين. والحقيقة، إن قرار المنع جاء لأن هؤلاء لا علاقة لهن بالطرب، بل هن أقرب إلى الفن الهابط منه إلى الفن الراقي الذي يساهم في إحياء الثقافة الفنية العريقة التي لدينا. وبالمناسبة، هناك أربعمائة فضائية ومن يرغب بمشاهدة هؤلاء فليشاهدهن على هذه الفضائيات، أما مسارحنا ومدرجات قلاعنا فلن يكون لهن مكان للغناء فيها. لقد قررنا أن نقيم محمية فنية خاصة في سورية. وهذه القرارات التي صدرت ليست من صباح عبيد فقط بل هناك لجنة فنية هي التي تساهم في إصدار هذه القرارات مجتمعة.
إذا قمت بمنع مئة فنان وفنانة من الغناء في سورية، فمن سيأتي، ألا تعتقد أنك تبالغ في الرقم؟
أبداً، لا أبالغ، سوف أنفذ بحق هؤلاء قرار المنع ولن يغنوا في سورية. نحن سنحمي بلدنا وشعبنا من هذا الغناء وهذا حق شرعي وسنحمي الأغنية السورية منهم وسنحاول إحياءها من جديد، لأن كل مهرجاناتنا التي حاولنا إحياءها من خلالهم باءت بالفشل لأسباب كثيرة منها عمليات النهب والسرقة التي حدثت وعدم توافر النوايا الصادقة تجاه الأغنية السورية.
ذكرت بعض وسائل الإعلام أنك تصدر هذه القرارات لأجل إحداث ضجة وتسليط الضوء عليك؟
من يرغب بمشاهدتهن فهناك فضائيات متخصّصة لعرض أغانيهن
هذا كلام غير صحيح. منذ الثمانينات والمشاهد العربي يعرفني. وفي رصيدي عشرات الأدوار الفنية مع كبار المخرجين في سورية ومصر. وصباح عبيد ليس بحاجة إلى فنانات بملابس مكشوفة ليجلبن له الشهرة.
الاستفتاءات تبين أن هيفاء وإليسا ونانسي من أكثر الفنانات شعبية في الوطن العربي، فكيف تقرر بعد ذلك منعهن من الغناء ولديهن هذا الرصيد الجماهيري؟
فليحصلن على ما يردن، من يرغب بمشاهدتهن فهناك فضائيات متخصّصة لعرض أغانيهن. أما نحن، فلا مكان لهن عندنا. الحقيقة، هناك عصر انحطاط كامل في الفن ويجب أن نحاربه بكل السبل، لأنه يساهم في هدم مجتمعنا العربي. أنا لا أمنع الناس من الاستماع إلى "سلطانة الطرب" هيفاء وهبي، ولكنني، أنفذ قرارات نرى أنها مناسبة تجاه الذوق العام. صدقني لو أن القضايا العربية المهمّة نالت الاهتمام الذي ناله قرار منع هيفاء وهبي من الغناء في سورية، لكان الوطن العربي بألف خير.
لماذا لم يتم منع نانسي عجرم أيضاً من الغناء في سورية؟
أعتقد أن نانسي صوتها جميل، حضرت مرة حفلة فنية لها وانسحبت منها قبل أن تنتهي. ليس لي موقف سلبي تجاهها.